تمثل منظمة “أندا العالم العربي”, احد ارقى نماذج المؤسسات العاملة في الإسهام المحتمعي والتنمية, ومكافحة الفقر والتي ترأسها السيدة أسما بن حميدة.
تعتبر منظمة اندا انترآراب ENDA IA هي المنظمة الأولى والوحيدة التي أدخلت ممارسة الإقراض متناهي الصغر على الطريقة الدولية في تونس, وبذلك أصبحت قادرة على تقديم خدمات مستدامة للإقراض ومن ثم زيادة عدد التونسيين العاملين في مجال المنشئات متناهية الصغر.
ويخدم المشروع التونسيين الذين يعيشون في ضواحي المدن والذين وصلت نسبتهم إلى (60% عام 2005) وذلك بسبب الهجرة المتزايدة من الريف إلى المدينة. وتعتبر منظمة اندا انترآراب هي الوحيدة من بين المنظمات غير الحكومية التي تعمل في مجال التنمية الحضرية في البلاد وتساهم في التقليل من نسبة البطالة وتحسين مستوى معيشة الأسرة في المناطق المحرومة. ففي بلد يزداد فيه الإعتماد على برامج المنح الحكومية وله تقاليد عريقة في عدم تسديد المبالغ المقترضة من الحكومة, فغن منظمة اندا انترآراب قد حققت معدل إسترداد للقروض وصل إلى 99% منذ تأسيس برنامجها في عام 1995 م ومنذ ذلك الحين سجلت المنظمة حضوراً قوياً وقدمت منهجاً مبتكراً في مجال تقديم الخدمات المالية وغير المالية لتغطية إحتياجات عملائها.
ففي مجال الخدمات المالية فإن منظمة اندا انترآراب هي أول مؤسسة تمويل أدخلت نظام الإقراض بضمان المجموعة في تونس. وتميزت خدماتها عن تلك التي تقدمها مؤسسات التمويل الأخرى بأنها تقدم في شكل قروض للمجموعات وكذلك للافراد, تقدم منظمة أندا لعملائها من النساء فرصاً لتطوير مهاراتهن لزيادة دخلهن وإكسابهن المزيد من الثقة وتزويدهن بمنشآت صغيرة مثل المقاهي التقليدية للرجال ومعارض تجارية في المناطق الفقيرة والعمل على تمكينهن وتعزيز التشبيك بين النساء.
بدأت منظمة اندا برنامجها في حي التضامن, وهو أكبر أحياء ضواحي المدن في تونس, وذلك بمبلغ 20000 دولار وعدد 22 من العملاء النشطين الذين لم تكن لهم آنذاك خبرات عملية في مجال الإقراض متناهي الصغر. واليوم فقد بلغت محافظ القروض 4.5 مليون دولار, تقدم خدماتها ل 16000 من العملاء النشطين. وقد تم خلال السنوات العشرة الماضية تقديم 82 ألف قرض وبلغ المشروع مرحلة الإستدامة في عام 2003م.
وتعمل اندا انترآراب كمنظمة رائدة للمؤسسات العاملة في مجال الإقراض متناهي الصغر في تونس والدول المجاورة. ويهدف مشروع منظمة أندا للإقراض لمساعدة المستهدفين للخروج من دائرة الفقر والعوز من خلال تمكينهم وزيادة عائداتهم. وقد اوضحت آخر دراسة أجريت لمعرفة آثار المشروع, أن للمشروع تأثير كبير على المقترضين من حيث تحسين مستوى معيشتهم وتمكينهم والنهوض بمجتمعهم. وتتركز الإحتياجات الأساسية للمقترضين على توفير رأس المال والتدريب والمساعدة والتسويق.
تحقق أندا العالم العربي نسبة نمو سنوية لعدد المنتفعين من برنامجها للقروض الصغرى تقدر بنحو 50 في المائة. فقد انتفلت من 25 ألف حريف نشيط سنة 2005 إلى 40 ألف سنة 2006, و65 ألف سنة 2007 وترنو إلى بلوغ 100 ألف حريف نشيط بانقضاء سنة 2008. كما أصبحت أندا تغطي تقريباً كامل تراب الجمهورية التونسية من خلال شبكة فروع تبلغ 45 مكتباً. هذا وبلغ حجم القروض المسندة 300ألف قرض بقيمة جملية تناهز 120 مليون دولار.
ترحب منظمة أندا العالم العربي لدعم أصحاب المشاريع الصغرى بجميع المبادرات التي من شأنها أن تسهم في تقديم خدمات مالية وغير مالية لفائدة صاحبات وأصحاب المشاريع الصغرى في تونس, وفي البلدان المجاورة لها ولا سيما الجزائر وموريتانيا, وذلك إيماناً منها بكون تعدد المؤسسات التي تعتمد الممارسات الفضلى سيسهم بشكل مباشر في بلوغ أكبر عدد ممكن من المستفيدين, وفي تحسين جودة الخدمات, كما سيسهم في تنويع المنتجات, والضغط على التكاليف.