الرئيس ميقاتي: الوسطية في الشرق الأوسط ضرورة وخصوصا في لبنان

حاضر الرئيس نجيب ميقاتي في كلية الحقوق بجامعة هارفرد الأميركية في بوسطن عن “الوسطية في سياسات الشرق الأوسط: نهج أم وهم”، في حضور مسؤولي الجامعة وطلاب كليتي الحقوق والدراسات الشرق أوسطية والمسؤول عن برنامج التفاوض والحوار في جامعة هارفرد الدكتور دنيال شابيرو ورئيس الاكوادور السابق من أصل لبناني جميل معوض، بالاضافة الى مجموعة من الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراستهم في جامعات بوسطن.

بداية، شكر الرئيس ميقاتي الجامعة على دعوته وهنأها على الجهود التي تبذل من اجل تحقيق التفوق في برنامج التفاوض الدولي. وقال: “يسعدني أن أكون هنا اليوم، لأتحدث إليكم عن ثقافة الوسطية، التي قد تكون مألوفة لديكم، لكنها تحتاج الى التعميم في المنطقة التي أنتمي اليها لأنها النهج الوحيد لجذب الناس الى أرضية مشتركة، فالنقاش في منطقتنا ليس بين نهج يميني ويساري أو بين ليبرالي ومحافظ، بل اتخذ للاسف شكل الانتماءات الدينية. وأعتقد أن سياسات التسامح والاعتدال من خلال حكومة قوية جامعة تكون هي السبيل لتوحيد كل الاتجاهات حول دولة واحدة”.

وقال: “الوسطية هي التموضع السياسي المتوازن، المرتكز على ممارسة وتعزيز السياسات المعتدلة، بعيدا عن مختلف السياسات المتطرفة، وبكلمة اخرى، هي ليست نهج اليسار أو اليمين بل خط ثالث يوفر فرصة تجاوز الصدام القديم بين اليسار واليمين، لارساء فلسفة سياسية جديدة. إن احد الأسباب الرئيسية لفشل الأحزاب الكبرى في تبني أيديولوجية متنوعة واسعة، هو بسبب عدم قدرتها على الدمج بين المبادئ الليبرالية والمحافظة، أو اتخاذ انماط من التفكير اكثر تطورا”.

وتابع: “إن الوسطية بالنسبة لي لا تتبع انماطا جامدة، والوسطي هو الشخص الذي يؤمن حلولا عملية فائدتها اكثر من الانتصارات المعنوية، وهو في الغالب حر التفكير ويرفض ان يكون سلبيا ازاء الآراء الجامدة . كما ان الوسطي يعبر في الغالب عن رأي الاغلبية الصامتة الممثلة تمثيلا ناقصا، من خلال حس القيادة وليس القناعات الشائعة. الوسطي هو الشخص الذي لا يقول لا لليسار او اليمين، بل يقول نعم للأفكار التي من شأنها تحسين التقارب بين مختلف التيارات الاجتماعية والدينية والسياسية، مع مراعاة المصلحة الوطنية الأوسع نطاقا وليس التركيز على وجهة نظر منحازة”.

وأضاف:”ان الركائز الرئيسية الثلاث للوسطية هي الشمولية او الاحتوائية في سبيل توحيد أكبر عدد من الناس، بغض النظر عن انتماءاتهم وخلفياتهم والقبول او الاعتراف بخصوصيات الآخر، بالاضافة الى الواقعية والعملانية عبر استنباط حلول لا تخضع للمصالح الخاصة، أو المواقف المتطرفة والروئ الضيقة، بل تقدم إجابات واقعية وقابلة للتحقيق لمختلف المشاكل التي تواجه مجتمعاتنا”.

ثم تناول الاهمية التاريخية للوسطية في لبنان ، بدءا بتجربة الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح في مرحلة الاستقلال، ثم حقبة الرئيس فؤاد شهاب، وحكومة الرئيس سليم الحص الأولى وصولا الى حكومة الرئيس رفيق الحريري الأولى عام 1992.

وعرض لدور الحكومة الأولى التي ترأسها عام 2005، وقال: “لقد تمت تسميتي من النواب لترؤس الحكومة التي أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لقد كانت مرحلة عصيبة من تاريخ وطننا وكنا على مفترق طرق بين تأمين الاستقرار النسبي او الانزلاق المؤكد نحو الهاوية. شكلت حكومة من التكنوقراطيين الذين يمثلون مختلف الفئات لتجنب وقوع مشاحنات سياسية في مجلس الوزراء، وللتركيز على الادارة العملانية للشؤون الحكومية. كما امتنعت عن الترشح للانتخابات النيابية في سابقة كانت الأولى في تاريخ رؤساء الحكومات في لبنان، ونظمنا الانتخابات النيابية على اكمل وجه”.

ثم شرح مراحل تكليفه برئاسة الحكومة للمرة الثانية عام 2011، وقال: “كان لبنان في تلك الحقبة يشهد صراعا إقليميا نتج عنه انقسام حاد رأى فيه البعض فرصة لتعزيز مواقعه واهدافه المحلية. لهذا أخذت المهمة الصعبة لتجنيب لبنان مزيدا من التجاذبات وفي ما بعد، خلال ممارسة المسؤولية، انتهجت سياسة النأي بالنفس عن النزاع في سوريا في عز ما سمي “الربيع العربي”، وهذه السياسة التي كانت موضع انتقاد الكثيرين باتت، في ما بعد وحتى هذا اليوم، السياسة الوطنية المتبعة من قبل جميع الأطراف السياسية، وما زالت السياسة الرسمية للحكومة اللبنانية. وهذا النهج الوسطي الذي اعتمدناه عبر سياسة النأي بالنفس جنب لبنان حربا أهلية جديدة. كانت تلك الفترة من اصعب الفترات، وقوبلت بالكثير من حملات التجني والرفض، والعنوان الذي يعبر عن تلك المرحلة ويصلح ليكون اسما لعمل مسرحي هو “كيف تجرؤ أن تكون وسطيا في الشرق الأوسط؟”. إنني اترك للجمهور الواسع محليا و دوليا تقييم تلك المرحلة التي استخلصت منها خمس نصائح اقدمها للوسطيين: لا تأخذ برأي واحد، بل خذ برأيين او اكثر وكوّن قناعتك الذاتية وجاهر بها بوضوح. ابحث عن أناس يتمتعون بفكر منفتح في كلا الطرفين ، ستجدهم حتما، فحاول التواصل معهم. شجع على الحوار بين ألد الخصوم ولو بشكل غير مباشر، لأن الجميع يريد أن يسمع صوته. واظب على تحقيق التواصل، ولو بح صوتك. لا تتنازل عن مبادئك حتى لو بقيت وحدك او شكلت اغلبية صوت واحد”.

وأضاف: “بالعودة الى عنوان مناقشتنا حول ما إذا كانت الوسطية سياسات الشرق الأوسط نهجا أم وهما، أقول إن الوسطية هي وهم برأي اولئك الذين يتمسكون بوجهة نظر متطرفة وجامدة ،لكن الوسطية هي بالتأكيد نهج من يريدون الوصول الى حلول تأخذ في الاعتبار السلم الأهلي والاستقرار والازدهار. ولذلك فإنني سوف أعيد صياغة عنوان اللقاء ليصبح على النحو الآتي: “الوسطية في الشرق الأوسط ليست وهما بل ضرورة”.

وختم بالقول: “أنهي بكلام لأحد منتهجي الوسطية يقول احيانا نذهب يمينا او يسارا، لكن في النهاية فان افضل السياسيات يكمن في الوسط”.

وعقب اللقاء حوار مستفيض عن الواقع الحالي في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، حيث اكد الرئيس ميقاتي ” ان الاولوية يجب ان تكون لحل عادل للقضية الفلسطينية مبنية على مبادرة الملك عبدالله للسلام التي أطلقها من بيروت عام2002.”

الوسطية… الخيارالجامع والمستمر

د. ميقاتي

بقلم د. عبد الإله ميقاتي.

يعيش العالم العربي والإسلامي موجة واسعة من التطرف الفكري، ويتراجع الإقتصاد وتندر فرص العمل، ويزداد الفقر والجهل، والظلم والتعصب. كلُّ هذا ساهم في إنتقال التطرف من الفكر إلى السلوك وساعد على إنتشار العنف والإرهاب بوتيرة متسارعة تقضّ مضاجع العقلاء وأصحاب الشأن، وتهدد الأنظمة والكيانات السياسية.

وبالمقابل، يعمل الباحثون والمفكرون المجدّون على نشر الفكر الوسطي الذي يدعو إلى التوازن والإعتدال، وإلى الحوار بالحسنى، وإلى جمع الشمل، وتكثيف الجهد حول المصلحة الوطنية العليا. فالوسطية تكون في الممارسة والسلوك كما هي في الفكر والثقافة. وهي كما يقول الرئيس نجيب ميقاتي: “فعل إرادة طوعية وليست مناورة لتجنب الإصطفاف أو الإنزلاق في موقع اللالون واللاقرار”. إنها فعل إرادة ينطلق من النفس والذات، بفضل التربية والتهذيب المستمرين. وهي لا تقف عند ظروف آنية، وإن كانت تنطلق دائماً من الواقع، وتتعاطى معه بموضوعية وإيجابية، وتعمل على تغييره نحو الأفضل، لأنها الخيار المستمر. وهي لا تشمل جانباً واحداً من جوانب الحياة، بل هي منهج حياة وصفة للأمّة في كل قطاعاتها. يقول تعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطاً، لتكونوا شهداء على الناس”. (البقرة – 143)

فالوسطية في الدين تحارب الإفراط والتفريط، والغلو والتقصير. فلا وسطية أبداً بين الحق والباطل، أو بين الخير والشر، أو بين الإيمان والكفر… وهي صراط الله المستقيم. كما يقول الله تعالى: “وأن هذا صراطي مستقيماً، فإتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم…” (سورة الأنعام – 153). ولعل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثلاثة الذين جاءوا إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادته، خير دليل عن الوسطية حتى في العبادة. يقول الحديث: إن رهطاً من الصحابة ذهبوا إلى بيوت النبي يسألون أزواجه عن عبادته، فلما أخبروا، كأنهم تقالوها (أي إعتبروها قليلة) ثم قالوا، أين نحن من رسول الله، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أحدهم أما أنا فأصوم الدهر فلا أفطر. وقال الثاني، وأنا أقوم الليل فلا أنام. وقال الثالث وأنا أعتزل النساء. فلما بلغ ذلك النبيَّ بيّن لهم خطأهم وعوج طريقهم، وقال لهم: “إنما أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” (رواه أنس بن مالك).

والوسطية في السياسة، هي مشروع الدولة العادلة التي تعطي كل ذي حقه، وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لتكون مؤسسات الدولة في خدمة جميع المواطنين ، بدون إستثناء أو تمييز. كما تدعو جميع المواطنين إلى حب الوطن، ذلك أن حب الوطن من الإيمان، فلا مصلحة تعلو فوق مصلحة الوطن ولا هدف يسمو على إستقراره ونمائه. والوسطية في السياسة، تؤكد على حماية حقوق جميع المواطنين، وحرياتهم، التي لا تتعارض مع حريات الآخرين، كما تؤكد على الجميع القيام بواجباتهم تجاه مجتمعهم ووطنهم.

والوسطية في السياسة تدعو إلى الإجماع حول الثوابت والأصول، كالسيادة، وحق مقاومة العدو، وتؤمن بالتعددية وبحق الإختلاف في المتغيرات والفروع، وتدعو إلى العيش الواحد لجميع المواطنين، وتدعوهم دائماً إلى الحوار بالحسنى، عملاً بالقول المأثور: نعمل معاً في ما إتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً في ما إختلفنا حوله.

والوسطية في الإدارة أيضاً، وهي تدعو إلى الشفافية، وتحارب الفساد الإداري، وتنادي باللامركزية الإداريّة، على أسس علمية وحديثة. وتدعو إلى الإنماء المتوازن في كل المناطق، بدون تمييز عرقي أو تفرقة طائفية أو مذهبية. وهي تحث على الإخلاص والجودة في العمل.

والوسطية في الإقتصاد، تدعو إلى تطوير “مفاهيم الرأسمالية الإجتماعية” القائمة على مبدأ ضمان الحرية الإقتصادية والعدالة الإجتماعية لجميع الناس، مع توفير المتطلبات الأساسية لجميع المواطنين، كالسكن والتعليم والإستشفاء لمن هم في حاجة لها ويعجزون عن تأمينها. وهي التي تسعى إلى تأمين حدود الكفاية لجميع المواطنين، وحاجاتهم المشبعة بإستمرار. وهي التي تعمل على تعزيز دور الطبقة الوسطى في المجتمع، لأنها تشكل عامل إستقرار فيه.

والوسطية في القضاء، لا تعني أبداً موقفاً وسطياً بين الظالم والمظلوم، بل هي العقل الراجح الذي يبحث عن العدالة، وهي “القاضي الذي يستحق كلمة العادل عن جدارة عندما يزن بين الطرفين النقيضين، الصواب، حصراً، حتى يمنحه الله عز وجل قدرة أن يحكم بالعدل فيُصدر حكمه بكل عدالة… فالوسطية هي إبرة الميزان” كما يقول النائب روبير غانم في مؤتمر منتدى الوسطية في لبنان حول “دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية”. وهي ولا شك تؤمن وتحث دوماً على إستقلالية القضاء ونزاهته وتجرده عن الميول والأهواء، السياسية منها والطائفية والمناطقية والحزبية، وتحرص على عدالته، ليكون الملاذ الآمن لكل صاحب حق، والمرتجى لكل مظلوم.

والوسطية في الإعلام، تسعى إلى إيصال الواقع والحقيقة إلى الناس، بدون زيادة أو نقصان. تخاطب العقل والفكر، وترفض مخاطبة الغرائز، كما ترفض نشر الفتنة والإثارة على أنواعها، وتعمل على نشر الفكر الديمقراطي، وتسعى إلى بناء الأفكار والرؤى المرتكزة على إعتدال المقاصد، وجلب المصالح ودرء المفاسد، وهي تمارس الرقابة الذاتية على المعلومات والمعارف وعلى البرامج التي تبثها أو تنشرها. ولا يخفى على أحد أثر الإعلام ودوره في بناء شخصية الإنسان وفي مواقفه وصياغة عقله وتوجهاته وسلوكه.

والوسطية في التربية والتعليم تدعو إلى زرع القيم الحميدة، ومكارم الأخلاق، خصوصاً وأن الفضيلة في السلوك غالباً ما تكون وسطاً بين رذيلتين. وهي في التعليم، تسعى إلى نشر التعليم النشط الذي يربي في الناشئة ملكة التفاعل والحوار العلمي القائم على مقارعة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان والدليل بالدليل. وهي ترفض التعليم التلقيني الذي يزرع في نفس الطالب خاصية الخضوع والإذعان.

فالوسطية هي الخيار الجامع في المجتمعات التعددية، حزبية كانت أو طائفية أو عرقية أو غير ذلك.

يقول المفكر توماس كول، أن التفكير نوعان: تفكير دائري، وهو الذي يدور في حلقة واحدة، وتفكير منفتح يفسح المجال لاستنباط معارف جديدة.

والوسطية هي شكل من أشكال التفكير المنفتح، الذي يفسح المجال لإستنباط المعارف الكونية، التي تشكل الحقيقة العلمية، وتتوسط بين الحلقات والدوائر المتعددة، وتسعى لبناء المستقبل، على أسس من الواقعية والموضوعية، كونها صلة الوصل بين الأصل والعصر، كما بين الأطراف، وهي الوسطية الجامعة، التي تجمع ولا تفرق، تحق الحق حيثما كان، وترفض الباطل بدون تسفيه أو عدوان.

وإذا تخيلنا المجتمع على شكل دائرة يتوزع المتخاصمون فيه، في مجموعات على أطرافها وفي كل مجموعة عدد من الحركات والأحزاب والتيارات، يمكننا أن نرى الوسطية في مركز دائرة المجتمع، على مسافة واحدة من الجميع. وتتمتع بتفكير منفتح في كل الإتجاهات، تُحقُّ ما تراه صائباً وصحيحاً عند هذا الطرف أو ذاك، وتنكر الباطل عندهم بدون تسفية أو ظلم أو طغيان. وهذا هو مضمون معنى الآية الكريمة ” وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس”. فالشهادة على الأطراف المتخاصمة هي بمثابة حكم القاضي الذي يحكم بالعدل بين المتخاصمين. وهي تستوجب التواصل الإيجابي مع الجميع، للوقوف على حقائق الأمور، والمشاركة في تسيير شؤون الدولة، والعيش الواحد تحت سقف الوطن.

وإذا كانت أجواء الخصام بين الأطراف تأخذ الطابع العسكري والأمني فإن طرف الدائرة الأقوى عسكرياً يرجح. أما إذا كانت أجواء الخصام بين الأطراف ضمن مؤسسات الدولة، فإن الأرجحية تكون لطرف الأكثرية في هذه المؤسسات.

أما إذا كان التراشق إعلامياً، فالتأرجح يكون بين الطرفين، بين تصريح وتصريح مضاد وخطاب من هنا ورد من هناك. وإذا كانت الأوضاع تستدعي الحشود الشعبية في الشوارع، فالمبارزة تكون في منطقة لصالح هذا الفريق، وأخرى لذاك الفريق، وهكذا دواليك…

أي أن دائرة المجتمع تكون في عدم استقرار واضح، وتأرجح مستمر. وفي هذه الأجواء الخصامية تنال الوسطية نصيبها من التراشق من كلي الطرفين كونها في الوسط بينهما، فيغيب عن الساحة خطاب العقل، ويحل محل محله خطاب الغريزة الذي يرتكز على العصبية البعيدة كل البعد عن التوازن والإعتدال.

لذلك كان على الوسطية الصمود في وجه العواصف أولاً، وكلما ازدادت مساحتها كلما أثرت إيجاباً في استقرار دائرة المجتمع.

وخير دليل على ذلك هو الوضع الإقتصادي في دائرة المجتمع، حيث يقف على طرفي الدائرة طبقتي الأغنياء والفقراء، كل منها في جانب. وفي الوسط الطبقة الوسطى.

وإذا كانت الطبقة الوسطى، تشكل الأكثرية في المجتمع، كما كان الوضع في لبنان في السيتينات من القرن الماضي (بلغت حوالي 70%). فكان الإستقرار والإزدهار سمة من سمات الوضع الإقتصادي في ذلك الحين. يضاف إلى ذلك، أن الطبقة الوسطى هي الأكثر اهتماماً بإستقرار وتطوير الإقتصاد عموماً، لأنها تريد أن تكرس المكاسب التي حققتها وتحافظ عليها، وترفع من مستواها. بينما تعمل طبقة الفقراء على تغيير الأوضاع، رغبة في الحصول على حدود الكفاية في العيش.

خلاصة القول أن الوسطية ومساحتها في المجتمع هي عامل الاستقرار في الوطن ولذلك فهي الخيار الجامع والمستمر في المجتمعات التعددية، على أكثر من صعيد.

widgets gallery

الرئيس ميقاتي: لون وسطيتنا ألوان العلم اللبناني دون سواه

910

 قال الرئيس نجيب ميقاتي في مهرجان شعبي في الكورة “إننا على أعتاب مرحلة دقيقة تتطلب من الجميع نبذ الخلافات والتمسك بالدولة العادلة والحاضنة للجميع، ونحن في “لائحة التضامن الطرابلسي” أوجدنا هذا الإئتلاف على قاعدة مساندة الدولة اللبنانية لأننا مقتنعون بأن هذه الدولة هي الملاذ والخلاص على قاعدة الثوابت الوطنية الواردة في اتفاق الطائف”.

أضاف: أنا أعتز بعلم لبنان وبكونه الجامع الأول والأخير لنا وأفخر أن لون وسطيتنا، التي يزعم البعض أنها بلا لون، هي ألوان العلم اللبناني دون سواه. هكذا تربينا في لبنان وهكذا سنبقى نؤمن بالعيش المشترك الذي تجسدونه أنتم المجتمعون في هذه المنطقة، حيث يندمج أهل الكورة وأهل طرابلس ويشعرون بأنهم أبناء منطقة واحدة. هذا هو الأساس لبناء الدولة اللبنانية وتقوية مؤسساتها والحفاظ على ميزة هذا البلد وفرادته.

وقال: إتكالنا على الله سبحانه وتعالى وعليكم بأن يكون السابع من حزيران يوم نجاح التضامن الذي تجسده لائحتنا لتعميمه على كل لبنان.

وكان الرئيس ميقاتي شارك في مهرجان شعبي أقامته لجان المشاريع السكنية في قضاء الكورة في بلدة رأسمسقا في حضور النائب السابق أحمد كرامي، رئيس بلدية رأسمسقا جورج القاري، رئيس بلدية برسا ألآن رزق، وممثل عن رئيس بلدية النخلة وحشد من الفاعليات.

السفير ميقاتي: نحن على اعتاب مرحلة دقيقة
الأنوار ميقاتي في الكورة: نحن على اعتاب مرحلة تتطلب نبذ الخلافات والتمسك بالدولة العادلة
المستقبل ميقاتي: المرحلة تتطلب التمسك بالدولة العادلة الحاضنة للجميع
اللواء ميقاتي: لون الوسطية لون العلم اللبناني
الشرق ميقاتي: لنبذ الخلافات والتمسك بالدولة
البيرق ميقاتي: ائتلافنا لمساندة الدولة على قاعدة ثوابت اتفاق الطائف

الرئيس ميقاتي: الوسطية وحدها تقود المسيرة الوطنية إلى الأمان والإستقرار

4/5/2009 – أكد الرئيس نجيب ميقاتي  أن “لائحة التضامن الطرابلسي” عقدت العزم على العمل لتفعيل دور طرابلس على الخريطة الإنمائية والإقتصادية والسياسية، مؤكداً لأبناء طرابلس أن هذا الأمر سيتحقق بفضل دعمهم وتأييدهم للائحة كاملة.

وكان الرئيس ميقاتي عقد سلسلة من اللقاءات الشعبية في مناطق طرابلس أبرزها في  باب الرمل،   أبوسمرا،  وشارع الكنائس. كما التقى  في دارته  طلاباً من  جامعة الجنان.

كما أقيم للرئيس ميقاتي مهرجان شعبي حاشد في منطقة الزاهرية، بمشاركة عضو اللائحة  المرشح أحمد كرامي، ألقيت في خلاله كلمات نوهت بالرئيس ميقاتي ومحبته للناس وأعماله  الخيرة إنمائياً واجتماعياً.

كلمة الرئيس ميقاتي

وألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها: تحية لطرابلس وأهلها، تحية لوسطها وأسواقها، تحية للإعتدال والوسطية التي عرفتها في طرابلس وتربيت على إسسها من خلال نهج أبنائها وتاريخهم وسيرة رجالاتها الكبار الذين سطروا في التاريخ أروع أداء وأرقى سلوك وطني مسؤول.

نعم، أيها الاخوة، إن وسطيتي هي وسطية طرابلس، وأنا أردتها لأجل طرابلس وكل لبنان. فمهما تباعدت المواقف وكثرت الخلافات، لا بديل عن التلاقي وعن الوسطية التي يمكن وحدها أن تقود المسيرة الوطنية إلى رصيف الأمان والإستقرار لأنها لن تكون نهجاً متطرفاً أو منعزلاً أو تابعاً أو محايداً، وحسبها أن تكون النهج النابع من قناعاتنا نحن اللبنانيين ووحدتنا  ومصالحنا.

أضاف: إن الوسطية هي خيار الموقف الوطني الجامع الذي يرفض التطرف والمتطرفين، ويأبى الإنعزال والمنعزلين، ويدين التبعية والتابعين، ويترجم توجهات اللبنانيين التوّاقين إلى وطن سيد حر مستقل بصرف النظر عن الإنتماءات السياسية أو الحزبية أو الطائفية أو المناطقية.

وقال: قبل  ثماني سنوات وقفت على هذا المنبر بالذات، وتواعدنا يومها على الخير والعطاء من أجل مدينتنا  الحبيبة وشمالنا العزيز وكل لبنان، والحمد لله أننا عدنا لنلتقي اليوم وقد ساهمنا معاً في تحقيق الكثير مما نصبو إليه في سبيل عزة طرابلس وأهلها، فتبقى  قوية شامخة  ومرفوعة  الرأس.

أضاف: سمعت في هذا اللقاء كلاماً كثيراً عن أننا  قدمنا تضحيات كثيرة من أجل  تشكيل “لائحة التضامن الطرابلسي” ، لكنني على قناعة أن أي تضحية تبقى قليلة إذا كانت لمصلحة طرابلس، وبالتأكيد فإن فوز لائحتنا، لن يكون  لأعضاء اللائحة وحسب، بل لكل المدينة وأهلها الطيبين الأوفياء.

ثقوا، أيها الإخوة، بتضامن لائحتنا، ولا تتأثروا بالشائعات التي تطلق من هنا وهناك في سبيل خلق الشكوك. لقد اتفقنا كلائحة، أن تكون مصلحة طرابلس هي الأساس والهدف، فنعمل معاً لإعادتها بقوة الى الخريطة الانمائية والإقتصادية والسياسية، وبإذن الله سنحقق الفوز بفضلكم وبدعمكم  وبثقتكم.

النهار ميقاتي: الوسطية خيار الموقف الجامع الرافض للتطرف والانعزال والتبعية
السفير ميقاتي: الوسطية خيار الموقف الوطني
الديار ميقاتي: وحدها الوسطية تقود الى الاستقرار
الأنوار ميقاتي عقد سلسلة لقاءات في طرابلس:
الوسطية تقود وحدها المسيرة الوطنية الى الاستقرار
المستقبل ميقاتي يدعو الى عدم التأثر بالشائعات:
فوز لائحتنا لكل المدينة وأهلها الطيبين
اللواء ميقاتي يجول على الاحياء الشعبية ويلتقي عائلاتها:
الوسطية هي خيار الموقف الوطني الجامع
الشرق ميقاتي: وحدها الوسطية تقود المسيرة الوطنية الى الاستقرار والامان
البيرق ميقاتي: الوسطية وحدها تقود البلاد الى الامان والاستقرار
The Daily Star Mikati: No alternative to ‘centrism and unity’
L’Orient Le Jour Mikati fait l’éloge du centrisme