الثابت الوحيد في دفتر التارخ هو الجغرافيا فمسرحها يجعل الدول ظالمة أو مظلومة.
فالغرافيا تصنع التاريخ مل جواد بولس و قبله تويني،أما لبنان الحديث فيبدو حتى إشعار آخر ضحية الجغرافيا والديموغرافيا.
الجغرافيا الظالمة حولته مظلوما” مرتين:
الأولى لأنه جار لدولة أكبر منه هي سوريا مع كل التراكمات التارخية والحساسيات الناشئةمنذ نشوء وإرتقاء الدولتين،
والانية عندما جعله تطور الصراع الربي الإسرائيلي”دولة حاجزا” بين سوريا وإسرائيل،ثم بعدما أبقاه إنقسام العرب بين ممانعين ومعتدلين ساحة” وحيدة”مفتوحة”لهذا الصراع.
فكل من أراد مقاتلة إسرائل جاء إلى الساحة المشرعة،فكل من رغب في حماية إسرائل من البركين إستخدم الساحة الللبنانية بما فيها من تناقضات وما عليها من صواعق التعجيز الداخلية والخارجية.
وهنا تكمن مأساة هذه المساحة التي أسمها لبنان،حيث منبع الإهتمام،بها إستراتيجيا”من أهميتها كمساحة تصفية حسابات أو كحزام لحماية أمن الآخرين.فمنذ أربعين عاما” ونيف يتأرجح لبنان بين مرتبة الساحة أو الورقة يؤثر ويتأثر في صراعات الشرق الأوسط.
تهدد الجوار الذي يتدخل فيه تحت عنوان”حماية الأمن القومي” وهو مهدد دائما” من الجوار بسبب الإطماع وقواقع النفوذ التي يتجسدها غالبا” مئات من أبناء البلد.
إنه قدر البلدان الصغيرة والضعيفة وغير المكتملة الوطنية والواقعة على خط الزلزال.
لقد إختصر الأب الرمزي للنظام اللبناني القديم ميشال شيحا في محاضرته الشهيرة في الأربعينات””Liban D’Aujourd’huiلبنان اليوم الميزة الجغرافية المؤذية للبنان بالقول “إننا نتحكم تحكما” متزايدا”بشبكة من الطرق الضرورية،كان من هم أقوى منا وسيظلون يطلبون المرور عليها في أيام الأزمات،كما في أيام الهدوء.
فإذا تركناهم يمرون ،كنا عرضة للغرق،وإذا منعنا عنهم المرور كان علينا أن نتوقع منهم أن يغتصبوه.
(هذا النص طبعا”يتحدث عن طرق مواصلات العهد القديم وقبل نشوء إسرائيل وقبل العولمة. قوة النص في دلالته لا في راهيته)
قدر الجغرافيا يوازيه قساوة المضاعفات الديموغرافيا حيث يشكل اللبنانيون فسيفساء أقليات طائفية قديمة وحديثة.
تختزل ماضياً مضطرباً وحاضراً يختزن عوامل الإشتعال بل الإنفجار السريع.
منذ تدويل الطوائف اللبنانية في منتصف القرن التاسع عشر وإدخال جبل لبنان نبدأ دائماً في سجل المسألة الشرقية، أصبح وزن الطوائف في الداخل مرآة عاكسة لاختلال أو توازن القوى في الخارج – والمفارقة أن ال…….. ذريعة التدخل الخارجي أيام المسألة الشرقية… أصبح المسلمون عنوان الإضطراب الأهلي والتوتر والتدخل العربي زمن الإستقلال والحرب قبل أن ينقسم المسلمون بدورهم إلى سنة وشيعة وعرب وفرس وعرب…. وعرب… وقوى الإعتدال ومحور الممانعة في العقود الثلاثة الماضية.
إن القوى السياسية للطوائف اللبنانية التي أصبحت كيانات ذاتية لها علاقاتها الخارجية وإقتصادها وأمنها وأدبياتها ومراجعها التي تتجاوز
الحدود اللبنانية ،لا تنبع من عناصر قوتها الإقتصادية أو الثقافية أو العددية اوما يسميه الدوكتور فريد الخازن التطور غير المتوازن للطوائف فحسب ، بل ايضاً من التداخل الشديد الخارجي والداخلي ،لأن مفهوم الامة في لبنان اذا وجد, يتخذ بعدا اقليميا ايديولوجيا وسياسيا على الاقل لدى قسم كبير من المجتمع، ما يغذي ولاءات تتخطى حدود الدولة. وهذا الامر انتبه اليه البروفيسور مايكل هدسون في مؤلفه ” جمهورية سريعة العطب ” فكتب ان الوحدة اللبنانية تتطلب الحفاظ على توازن دقيق ومعقد بين المصالح المتنافسة محلية وخارجية. كذلك فان الدكتور ادوار عازار في كتابه” صراع على الحكم الذاتي” اشار الى هذه الناحية اذ كتب: في لبنان حيث ليس من طائفة بذاتها قادرة على بسط هيمنتها على غيرها من الطوائف او الاندماج بها او حتى مجرد سحق والغاء احداها، فان المخاوف التي تعززها هذه الصراعات ستفضي دون ريب الى انتهاج استراتيجية واحدة هي التوجه الى الاعتماد على قوى خارجية سواء كانت هذه جماعات ام طوائف ام دول_السنا اليوم جاليات او راعايا مثلتها دمشق والقاهرة والرياض وثم طهران والنجف ومكة والفاتيكان وباريس وواشنطن وقريبا نعود الى حضن انقرة واسطنبول؟ الم تتحالف الطوائف تباعا مع فرنسا وروسيا وبروسيا والنمسا ثم مع جمال عبد الناصر وياسر عرفات وحافظ الاسد وصدام حسين والشيطان وهو الاسم المستعار لاسرائيل؟
ان الديموغرافيا بين المتغيرة الدروز والموارنة ثم بين الموارنة ومجموع المسحيين من
جهة ومجموع المسلمين من جهة ثانية ،
ثم بين المسيحيين والسنّة والشيعة كانت دائماً المرآة العاكسة ايضاً للتموًلات الخارجية التي لم تؤدِ ؟ألى تغيير من الداخل إلى دراماتيكياً وعلى الساخن .
وهكذا فإن الفراغ في النفوس الخارجي لكان يملأ بنفوذ خارجي جديد يسحب تأثيره على حلفاءه في الداخل سواءً أكانو طائفة أو مجموعة سياسية أو ثقافية أو طبقة إقتصادية ،
ما يعني أن استقرار واستمرار البلد الصغير حكمتها باستمرار المرجعية أو المرجعيات الخارجية الضامنة فبعد
فبعد كل اشتباكٍ اقليمي على ارض لبنان تحت مسمى حروب الآخرين أو حروب اللبنانيين بدعم الآخرين ،
تلتئم اللبنانية برعاية خارجية .
هكذا جاء اتفاق الدوحة بالهدنة الموقتة قبل سنتين ، وهكذا أنهى اتفاق الطائف حقبة الحروب المتناسلة بين 1975و1990 أما اتفاق الآخرين متكرر مع مؤتمر بيروت وبروتوكول المتصرفيّة ،
ثم مع مؤتمر فرساي والانتداب ،وتفاهم ديغول عشية الاستقلال ، وتفاهم سنة 1958، ثم مؤتمري الرياض والقاهرة سنة 1976.
العلاقة الحديثة بين استقرار لبنان واستقرار الشرق الاوسط قديمة وسابقة لنظرية ترابط الساحات والجبهات التي جرى تعميمها في السنوات الاخيرة بين أفغانستان وإيران والعراق وفلسطين ولبنان .
صدمة قيام اسرائيل سنة 1948 عطلت تطور الوطنية اللبنانية التجريبية فتوترالمسلمون وخاف المسيحيون من توتر وسخط المسلمين فانكفاؤا ألى مشاريع بديلة أوالى اتفاقات سرية مع الوكالة اليهودية والصراع الهاشمي والمصري السعودي على سوريا ظهرت انعكاساته في لبنان عشية خريف عهد الشيخ بشارة الخوري والهجوم البريطاني _الامريكي والغربي .
تحت عنوان مشروع الدفاع المشترك عن الشرق الاوسط في وجه النفوذ السوفياتي والشيوعي أطاح بما تبقى من ولاية الرئيس الاستقلالي الاوّل والنفوذ الأميركي الذي أقصى الامبراطورية البريطانية الهرمة بعد سنة 1956،
اصطدم بالهدير القومي العربي المندلع من حنجرة جمال عبد الناصر فتخلخل الاستقرار اللبناني وكانات حوادث 1958.
ثم توالت محطات هزيمة 1967 التي انزلت هالة جمال عبد الناصر عن صهوة الخيال لمصلحة كوفية العدائي الفلسطيني ،ومحطة اتفاق القاهرة سنة 1969 ، ثم محطة الخلاف المصري السوري على التسوية المركبة بعد حرب 1973 التي فجرت الحرب اللبنانية سنة 1975 ، ثم اتفاقية سيناء في ايلول 1975 ثم كامب دايفيد سنة 1979 الذي وسع الحرب الاهلية العربية في لبنان ،ثم الثورة الإيرانية التي انتجت حرس الثورة الذي رعا نشوء حزب الله الشيعي اللبناني ، ثم الحرب العراقية _ الايرانية ، ثم اجتياح 1982 والقوة المتعددة الجنسيات واسقاط 17 ايار بالتقاء مصالح موسكو وطهران ودمشق والراديكاليات العربية والدولية على ارض لبنان ، ثم حرب الخليج الاولى وكل حروب الظلّ التي واكبت مفاوضات ما بعد مدريد كالاجتياح الجوي الاسرائيلي في تموز 1993 وعملية عناقيد الغضب سنة 1996 ، لتنتهي سلسلة مواجهات الدولية والعربية على أرض لبنان
بكل ما نتج عن سقوط بغداد في نيسان 2003 كالقرار 1559 وتطويق وعزل سوريا التي ردت باستراتيجية المواجهة الشاملة بعد اخراجها من لبنان فكانت السنوات الخمس الحافلة التي ما زالت ذيولها تتفاعل وتنتظر لحظة أخرى للانفجار .
لقد كان لبنان دائماً اذم إما ساحة الصراع بين الغرب والشرق والعرب
والعرب أو رقة بيد سوريا في المواجهة ضد الجميع.
لقد وقع لبنان في السنوات الخمس الماضية بين يدي الدولة الفاشلة أو المتلاشية.لكن الأكيد أن البلد الصغير شكل مساحة موكلة أصلية لا فرعية للأضطراب الدولي الكبير.
فعلى أزمة تقاطعت و تصادمة جملة أزمات وصراعات و مشاريع.
أن هناك المشروع الأميركي – الغربي في مواجهة مشروعي القاعدة و إيران – و البعض قال أنة المشروع الغربي المسيحي اليهودي في مواجهة الأسلام الجهادي السني و الشيعيي على السواء. و كان هناك و لا يزال الصدام الأمريكي الإيراني و روافدة و تحالفاتة، و الصراع العربي- الإيراني و الصراع العربي – العربي، و رواسب الصراع العربي – الأسرائيلي و القضية الفلسطينية المنقسمين بين غزة و رام اللة ، بالإيضافة إلى إستفاقة الفتنة السنية – شيعية.
كل ذلك مغلف بالصراع الطائفي المزمن على السلطة في لبنان بعد تفكك القاطرة المارونية للنظام السياسي و عدم بروز وطنية لبنانية جامعة بمضمون محدد رغم القبول الظاهري بإتفاق الطائف و الزوال المبدئي للقوة الظاهرة السورية التي سيرت آلياتة وفق مصلحة دمشق و مصالح حلفائها.
هذة الجردة الموجزة بمحطات عدم الأستقرار اللبناني الناتج عن قوة الأضطراب الأقليمي، لا تلغي تذكر بحقيبة الأستقرار اللبناني النسبي. الأولي بين العامين 1958 و 1967 نتيجة الهدنة المصرية – الأمريكية و التوافق الناصري – الشهابي و الثانية بين 1990 و 2004 بسبب عدم أستضام المثلث المصري – السوري – السعودي، و إطلاق يد سورية في لبنان لضبط توازناتة المهتزة بإرادة أميركية على إيقاع جولات مفاوضات التسوية إلى ثلث مؤتمر مدريد ثم دخلت في موت سريع بعد العام 1996 لتتوقف نهائيا في 25 آذار 2000.
العبرة من فترتي الأستقرار اللبناني المذكورين تستنتج من معطيين:
الأول هو بروز القطب العربي الوازن أيي جمال عبد الناصر بين سنتي 1955 و 1970 ، وبعد غيابة تبارز حافظ الأسد و ياسر عرفات و صدام حسين و المملكة العربية السعودية على الزعامة و إنطلاق الأوراق التي تجمعت و إحترقت في لبنان.
و الثانية تأثير تفاهم المثلث السعودي – السوري – المصري الذي أنتج تسوية قمت الرياض سنة 1976 و أمن الأستقرار النسبي في التسعينات و الذي أنجز بعد العام 2003 فتطاير معة جسد رفيق الحرير و السلم الأهلي الهش أما العبرة المتممة فهي حكمة و و سطية و إعتدال فولد شهاب الذي أبتعد عن المحاور رغم تصاعد الخلاف السعودي المصري.
حول اليمن و غيرها.
هذا كله كان التاريخ،فماذا عن الحاضر؟
كل الوقائع تدل على أن العالم و الشرق الأوسط في مرحلة انتقالية، قد تشهد تراجعاً إلى التوتر و الحروب، و قد تتقدم ببطء إلى تسويات صعبة و بأثمان باهظة لا يبدو أن أي طرف مستعد الآن لدفعها .
العراق الذي فجّر البراكين العربية و اللبنانية و المذهبية غارقٌ في أزمة سياسية قد تتطوّر إلى مأزقٍٍ أمني قبيل الإنسحاب الأميركي المفترض أن يبدأ بشكل واسع الصيف المقبل. و تتجاذب إيران و السعودية و سوريا و الأردن و مصر و بعض دول الخليج دائرة الأوراق العراقية لأهداف مختلفة. فإيران تضغط بالوضع العراقي لجر أميركا إلى التفاوض على الملف النووي و النفوذ. و قد يشتعل الوضع الأمني هناك ليتم الإنسحاب الأميركي تحت النار و تضطر واشنطن إلى التفاوض مع طهران لتأمين الإنسحاب الهادىء. و قد يضطر الأميركيون لاعتبارات امنية لتأخير الإنسحاب ما يجعل إيران في مأمن كما تعتقد من ضربات عسكرية إذا فشلت العقوبات أو مشروع العقوبات ، لأن الأميركيين لن يقدموا على عمل عسكري متسرع و لن يسمحوا لإسرائيل بذلك ما دام العسكر منتشر و القواعد مكشوفة. هذا التجاذب الأميركي-الإيراني-العربي على العراق له انعكاسات في لبنان. أولها الإيجابي و قد برز في التفاهم السوري-السعودي على العراق و لبنان و اليمن، واقعها السلبي مع ترابط و ربط ملفات غزة و جنوب لبنان و الطموح النووي و استنفار اسرائيل أمام الجدار الاستراتيجي الذي يرتفع سواء على مستوى إيران أو على صعيد توازن الردع الذي يمثله ” حزب الله ” .
و بالإنتقال إلى المسار الفلسطيني – الإسرائيلي و إعادة إحياء مبادرة السلام العربية فإن الواقع أيضاً يدل على مأزق استراتيجي و وقوع في العبث و المجهول .
الفلسطينيون عاجزون بسبب الإنقسام، و الإسرائيليون عاجزون عن الحرب لحسابات داخلية و اعتبارات أميركية و دولية و معطيات عسكرية أهمها تهديد سوريا و إيران و ” حزب الله ” بالحرب الشاملة بعد اللقاء الثلاثي الإيراني – السوري – و ” حزب الله ” في دمشق في شباط. كذلك فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية عاجزة عن التقدم إلى الحل بسبب تركيبتها الهشّة و تناقضاتها و وقوع ناتانياهو تحت ضغط المتطرفين و المستوطنين.
أما العرب فلا قوة تأثير لديهم لدفع المبادرة و فرضها على واشنطن و اسرائيل. فهم أيضاً عاجزون عن الحل و عاجزون عن الحرب. مصر مرتبكة بسبب موضوع الخلافة و الوراثة و الأردن خائف من العودة إلى نظرية الوطن البديل، و يطرح شعار ” الأردن أولاً “. و السعودية ستواجه في وقت ما مسألة الخلافة و الإنتقال من حكم ابناء عبد العزيز إلى جيل الأبناء و الأحفاد، و الكويت تتجاذبها التيارات، و البحرين مضطربة، و تزيد التجنيس، و اليمن مهدّد بالحراك الجنوبي و القاعدة و باستفاقة مشكلة الحوثيين، و قطر تلعب أوراقها، و أبو ظبي تحاول وراثة دبي لتحوّل الإمارات إلى رقم في المعادلة اللصعبة. كل هذا يعني أن القطب العربي الوازن غير متوافر و ضابط الإيقاع العربي مفقود. كما أن النظام العربي الذي شكّل حماية للبنان في فترات معينة، فقد انهار فيما تتقدم تركيا و تخترق إيران المسرح لتصل إلى المتوسط و ترفع راية استرجاع القدس على حدود اسرائيل في جنوب لبنان و غزة.
كيف سيتلافى لبنان هذا الخلل على المستوى العربي و الدولي ؟
الرئيس السوري بشار الأسد دعا إلى ……
محور عراقي – إيراني – تركي – سوري ولبناني مع إمتدادات فلسطينية. وتركيا التي يئست من إنتظار الإنضمام إلى أوروبا إنعطفت نحو الشرق وهي تفتش عن إستعادة مجد الإمبراطورية في أوروبا الوسطى والبلقان والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
بعض اللبنانيين يراهن لاستمرار الهدوء على التفاهم السوري السعودي وعلى التحالف التركي السوري وبعضهم الآخر والسنة بشكل عام يراهنون على الدور التركي المتشدد للتوازن مع الدور السوري العائد تعويضاً عن التراجع المصري والسعودي الظاهر.
إنه مشهد مكرر لمحاولات سابقة: وطنية لبنانية ناقصة وطوائف عاكسة لتوازنات وباحثة عن حمايات في الخارج. أما الوسطية فتبدو حلم ليلة صيف أو حلماً مثالياً في مواجهة مشاريع راديكالية لإسرائيل وللقاعدة ولإيران.
وما دمنا بدأنا بالتاريخ وبميشال شيحا الرؤيوي فلا بد من العودة إليه في نصه التأسيسي لبنان اليوم: إن الشعب الذي يعيش على طريق أمم وعوالم لما …… لا يكون مستقلاً إلا إذا كان قوياً بذاته أو مشاركاً لقوي. وإنه مهما بلغت الفوائد الإقتصادية والفكرية التي نجنيها من كوننا نعيش على طريق فإن وجودنا هذا يشكل إجتماعياً وسياسياً خطراً علينا بل يحتم علينا أن نعيش في فوران دائم. كأن حياتنا مجازفة ابدية.
وكما الجغرافيا هي المصير كذلك الديموغرافيا كما بدأنا فقد اكد إيليا حريق أيضاً أن المحيط العام إذا كان رازحاً تحت وطأة حالة من الإضطراب الشديد فإن نظاماً يقوم على المشاركة والتعددية ويرتبط ديموغرافياً وإيديولوجياً بدول أخرى في المنطقة لن تتاح له فرصة الحفاظ على حياده واستقراره الداخلي. فهل يكون الميزان وحرارته في المخيمات الفلسطينية أو في المحكمة الدولية أو في الجنوب.؟