تاريخ العدد 21/02/2009 العدد 11227
عدم التزام أحد موقفين متطرفين هو موقف في حد ذاته
منتدى الوسطية في لبنان» يبحث دور الإعلام في تعزيز ثقافتها
طرابلس ـ السفير
خصص منتدى الوسطية في لبنان مؤتمره الدولي الثاني حول «دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية».. في فندق كواليتي إن في طرابلس برعاية الرئيس نجيب ميقاتي، وحضور وزير الاعلام الدكتور طارق متري، العميد سمير شعراني ممثل وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، النائبين روبير غانم، وسمير الجسر، الوزيرين السابقين عمر مسقاوي وسامي منقارة، النائب السابق أحمد كرامي، منسق تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة، المفتي الدكتور الشيخ طه الصابونجي، وشخصيات سياسية واجتماعية وإدارية وإعلامية، وهيئات نقابية وأهلية وتربوية ودينية وحشد من الفاعليات والمهتمين
بعد تلاوة من القرآن الكريم لشيخ قراء طرابلس بلال بارودي، فالنشيد الوطني اللبناني، وترحيب من مسؤول الاعلام في جمعية العزم والسعادة مقبل ملك، رأى الدكتور عبد الاله ميقاتي، أن لغة الإعلام الوسطي لغة جامعة، وليست أبدا لغة إجماع، لأنها لغة الحوار الهادئ والنقاش المتزن، وهي لغة واسعة تحتمل الاختلاف.
وأشارت عضو مجلس الاعيان الاردني ليلى عبد الحميد شرف إلى أننا بحاجة إلى حركة تنموية نهضوية شاملة لمجتمعاتنا العربية، والى حركة إصلاحية جذرية متعددة الجوانب قوامها الوسطية في الفكر والعمل وفي التعاطي مع مرجعياتنا الحضارية.
واعتبر وزير الإعلام السابق في جمهورية مصر أحمد أبو المجد أن الوسطية هي نهج فكري وعلمي تعالج معضلة لا يتفرد بها عالمنا الاسلامي والعربي، وهي ظاهرة الاحادية والظهور في المواجهات والغلو التي أخذت تشكل خطرا على مجتمعاتنا.
وأشار رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب روبير غانم إلى أن لبنان يعشق الوسطية ويرتاح إليها، مذكرا انه في العام 1970 ساهم تكتل نيابي وسطي بطريقة فعّالة في الإطاحة بمرحلة سياسية طويلة تفككت برمتها، وبدأت مرحلة جديدة بدءا من العام ذاته.
وتوقف وزير الإعلام طارق متري عند اعتدال طرابلس وحيويتها السياسية والثقافية، مؤكدا ان الاعتدال الذي ندعو وسائل الإعلام اللبنانية إليه ليس بأي صورة من الصور تنازلا طوعيا عن بعض الحرية في القول أو الممارسة المهنية… بل هو في المقام الاول صنو العقلنة واحترام الآخر والحوار في بلد متنوع يهدد فيه الغلو والتطرف الوحدة والسلم الاهلي والاستقرار.
وفي الختام، رأى راعي المؤتمر الرئيس نجيب ميقاتي انه كثرت في الآونة الأخيرة قراءات وتفسيرات وتعليقات تناولت الوسطية، مشيرا إلى انها (الوسطية) توفر القدرة على التفكير العميق والمتوازن، وتؤمن رؤية الواقع كما هو، والعمل على تغييره، كما أنها فكر وعقيدة ونهج تشمل مكونات الحياة العامة اليومية والعملية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة، حيث الإنسان هو القيمة الأساسية والمحورية التي يجب العمل على إنمائها وتطويرها.
وأكد الرئيس ميقاتي أنه «إذا كان الاعتدال صنو الوسطية في السياسة وفي التعاطي مع القضايا الوطنية، فان الموضوعية هي صنو الوسطية في الاعلام، والتي تعني أيضا في مفهومنا، احترام الرأي الآخر من خلال احترام إرادة الرأي العام وخياراته المتعددة ، كما تفرض إقران الرأي والموقف بالحجة والدليل والواقعية، واسقاط التفرد والاحتكار والنهائية التي نلاحظ، ويا للاسف، وجود جنوح اليها لدى بعض الاعلاميين والمؤسسات الإعلامية». ورأى «أن الوسطية في الاعلام لا يمكن أن تعني بأي شكل من الاشكال، افتقاد المبادرة والاكتفاء بردود الفعل، كما انها لا تعني عدم الالتزام بالدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى، أو بحماية أسس الوفاق الوطني، ووحدة الأرض والشعب والمؤسسات، وبقيام سيادة الدولة وغيرها من الثوابت الوطنية».
وتابع ميقاتي: إن الخطأ، كل الخطأ، في القول بأن موقف الوسطيين هو «لاموقف»، ذلك أن عدم التزام أحد موقفين متطرفين، هو موقف في حد ذاته، ومن يحكم في صحة هذا الموقف هو الرأي العام.
ورأى في «تعزيز ثقافة الوسطية، تعزيزا للحرية الاعلامية وحمايتها، وهو أيضا صون للديموقراطية التعددية، وحفظ للتوازن في الممارسة والتعبير، ما يحد من الشطط الذي يؤدي إلى ممارسات سلبية عانينا منها في لبنان خلال الفترة الماضية، وهدرت ميثاق العيش المشترك الذي يعتبر الضامن الحقيقي لوجود الوطن».
ورأى ميقاتي في الوسطية في الإعلام «دعوة دائمة ومفتوحة الى حوار ميدانه وسائل الاعلام، في كل ما يهم الناس من قضايا، ولا أعني هنا المواضيع السياسية فقط، بل كذلك الهموم الحياتية والاجتماعية والانسانية والتربوية والثقافية والبيئية والصحية».
بعد الافتتاح أقيم حفل غداء على شرف المشاركين ثم انطلقت جلسات المؤتمر التي تستمر ليومين