عدم التزام أحد موقفين متطرفين هو موقف بحد ذاته

تاريخ العدد 21/02/2009 العدد 11227

عدم التزام أحد موقفين متطرفين هو موقف في حد ذاته

منتدى الوسطية في لبنان» يبحث دور الإعلام في تعزيز ثقافتها

طرابلس ـ السفير

خصص منتدى الوسطية في لبنان مؤتمره الدولي الثاني حول «دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية».. في فندق كواليتي إن في طرابلس برعاية الرئيس نجيب ميقاتي، وحضور وزير الاعلام الدكتور طارق متري، العميد سمير شعراني ممثل وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، النائبين روبير غانم، وسمير الجسر، الوزيرين السابقين عمر مسقاوي وسامي منقارة، النائب السابق أحمد كرامي، منسق تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة، المفتي الدكتور الشيخ طه الصابونجي، وشخصيات سياسية واجتماعية وإدارية وإعلامية، وهيئات نقابية وأهلية وتربوية ودينية وحشد من الفاعليات والمهتمين

بعد تلاوة من القرآن الكريم لشيخ قراء طرابلس بلال بارودي، فالنشيد الوطني اللبناني، وترحيب من مسؤول الاعلام في جمعية العزم والسعادة مقبل ملك، رأى الدكتور عبد الاله ميقاتي، أن لغة الإعلام الوسطي لغة جامعة، وليست أبدا لغة إجماع، لأنها لغة الحوار الهادئ والنقاش المتزن، وهي لغة واسعة تحتمل الاختلاف.
وأشارت عضو مجلس الاعيان الاردني ليلى عبد الحميد شرف إلى أننا بحاجة إلى حركة تنموية نهضوية شاملة لمجتمعاتنا العربية، والى حركة إصلاحية جذرية متعددة الجوانب قوامها الوسطية في الفكر والعمل وفي التعاطي مع مرجعياتنا الحضارية.
واعتبر وزير الإعلام السابق في جمهورية مصر أحمد أبو المجد أن الوسطية هي نهج فكري وعلمي تعالج معضلة لا يتفرد بها عالمنا الاسلامي والعربي، وهي ظاهرة الاحادية والظهور في المواجهات والغلو التي أخذت تشكل خطرا على مجتمعاتنا.
وأشار رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب روبير غانم إلى أن لبنان يعشق الوسطية ويرتاح إليها، مذكرا انه في العام 1970 ساهم تكتل نيابي وسطي بطريقة فعّالة في الإطاحة بمرحلة سياسية طويلة تفككت برمتها، وبدأت مرحلة جديدة بدءا من العام ذاته.
وتوقف وزير الإعلام طارق متري عند اعتدال طرابلس وحيويتها السياسية والثقافية، مؤكدا ان الاعتدال الذي ندعو وسائل الإعلام اللبنانية إليه ليس بأي صورة من الصور تنازلا طوعيا عن بعض الحرية في القول أو الممارسة المهنية… بل هو في المقام الاول صنو العقلنة واحترام الآخر والحوار في بلد متنوع يهدد فيه الغلو والتطرف الوحدة والسلم الاهلي والاستقرار.
وفي الختام، رأى راعي المؤتمر الرئيس نجيب ميقاتي انه كثرت في الآونة الأخيرة قراءات وتفسيرات وتعليقات تناولت الوسطية، مشيرا إلى انها (الوسطية) توفر القدرة على التفكير العميق والمتوازن، وتؤمن رؤية الواقع كما هو، والعمل على تغييره، كما أنها فكر وعقيدة ونهج تشمل مكونات الحياة العامة اليومية والعملية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة، حيث الإنسان هو القيمة الأساسية والمحورية التي يجب العمل على إنمائها وتطويرها.
وأكد الرئيس ميقاتي أنه «إذا كان الاعتدال صنو الوسطية في السياسة وفي التعاطي مع القضايا الوطنية، فان الموضوعية هي صنو الوسطية في الاعلام، والتي تعني أيضا في مفهومنا، احترام الرأي الآخر من خلال احترام إرادة الرأي العام وخياراته المتعددة ، كما تفرض إقران الرأي والموقف بالحجة والدليل والواقعية، واسقاط التفرد والاحتكار والنهائية التي نلاحظ، ويا للاسف، وجود جنوح اليها لدى بعض الاعلاميين والمؤسسات الإعلامية». ورأى «أن الوسطية في الاعلام لا يمكن أن تعني بأي شكل من الاشكال، افتقاد المبادرة والاكتفاء بردود الفعل، كما انها لا تعني عدم الالتزام بالدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى، أو بحماية أسس الوفاق الوطني، ووحدة الأرض والشعب والمؤسسات، وبقيام سيادة الدولة وغيرها من الثوابت الوطنية».
وتابع ميقاتي: إن الخطأ، كل الخطأ، في القول بأن موقف الوسطيين هو «لاموقف»، ذلك أن عدم التزام أحد موقفين متطرفين، هو موقف في حد ذاته، ومن يحكم في صحة هذا الموقف هو الرأي العام.
ورأى في «تعزيز ثقافة الوسطية، تعزيزا للحرية الاعلامية وحمايتها، وهو أيضا صون للديموقراطية التعددية، وحفظ للتوازن في الممارسة والتعبير، ما يحد من الشطط الذي يؤدي إلى ممارسات سلبية عانينا منها في لبنان خلال الفترة الماضية، وهدرت ميثاق العيش المشترك الذي يعتبر الضامن الحقيقي لوجود الوطن».
ورأى ميقاتي في الوسطية في الإعلام «دعوة دائمة ومفتوحة الى حوار ميدانه وسائل الاعلام، في كل ما يهم الناس من قضايا، ولا أعني هنا المواضيع السياسية فقط، بل كذلك الهموم الحياتية والاجتماعية والانسانية والتربوية والثقافية والبيئية والصحية».
بعد الافتتاح أقيم حفل غداء على شرف المشاركين ثم انطلقت جلسات المؤتمر التي تستمر ليومين

توصيات المؤتمر

إنطلاقاً من مبادىء أخلاقيات الصحافة التي تتضمن الحقيقة والإستقلالية والمصلحة العامة والمسؤولية المهنية وأخلاقيات التواصل القائمة على الحوار والتنوع، والتي هي من صميم مبادىء فكر وثقافة الوسطية التي ندعو لها وهي لا تختص بقومية ومذهب وطائفة ودين وإنما هي مبادئ للناس أجمعين.

وإنطلاقاً من أن الوسطية هي مشروع الإنسانية الحضاري، واستكمالاً لمشاريع تعميق منهج الوسطية في مجتمعنا اللبناني والعربي عقد منتدى الوسطية في لبنان مؤتمرها الدولي الثاني بعنوان: “دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية” في مدينة طرابلس لبنان بتاريخ 20 و21 شباط 2009 وبمشاركة نخبة من رجال الإعلام والفكروالثقافة في لبنان والعالم العربي لمناقشة دور وسائل الإعلام في تعزيزها لنشر فكر “الوسطية” وتقديمه للعالم ليكون مشروع الإنسانية الحضاري في جميع مجالات الحياة وذلك إسهاماً في صياغة مشروع عالمي إنساني رائد.

عقد المؤتمرون خمس جلسات على مدار يومين، ناقشوا خلالها محاور أربعة تناولت موقع الإعلام في فكر الوسطية، المفاهيم والدلالات المعززة لثقافة الوسطية، تطوير خطاب الوسطية في مواجهة التحديات المستقبلية وكيف يكون الإعلام وسطياً؟

وبعد أن تداول المؤتمرون في هذه المحاور، اتفقوا على إصدار التوصيات التالية:

1- توجيه الشكر إلى منتدى الوسطية في لبنان وإلى راعي المؤتمر دولة الرئيس الاستاذ نجيب ميقاتي على الجهود التي بذلت من أجل انعقاد المؤتمر وإنجاح أعماله، وإعتبار كلمة راعي المؤتمر جزءا لا يتجزأ من التوصيات، لا سيما منها ما يتعلق بضرورة إيلاء هموم الناس الحياتية والإجتماعية والانسانية والتربوية والثقافية والبيئية والصحية ، الأهمية التي تستحقها في وسائل الاعلام كافة ، لأن ثقافة الوسطية تفرض مقاربة حاجات الناس بشكل دائم.

2-التأكيد على أنّ مفهوم “الوسطية” هو المسار الطبيعي الذي لا بديل عنه لحماية كيان الوطن.

3- الطلب إلى وسائل الإعلام عموماً إعتبارالمسائل المرتبطة بـ ” الوسطية” أولوية ثقافية ينبغي تعميمها من خلال تنظيم ندوات تلفزيونية وصحافية من جانب مجموعة من رجالات الفكر والاعلام وطرح مناقشة فكرة الوسطية.

4- تكليف منتدى الوسطية قي لبنان بالتعاون مع المنتديات الأخرى للوسطية في العالم العربي اعداد دليل للمصطلحات الإعلامية المعبرة عن” ثقافة الوسطية” في مواجهة المصطلحات المبتورة التي لا تعكس حقيقة الواقع الوسطي وماهيته .

5 – دعوة وسائل الإعلام كافة، بما تمثله من دور في المجتمع، إلى تغليب المصلحة الوطنية العلياعلى المصالح الفئوية الضيقة والحسابات السياسية الآنية والمذهبية، وتعزيز إعلام المواطنة عبر تسليط الضوء على أهمية المواطنة في المجتمع من دون إغفال القيمة المضافة التي تميز لبنان كأرض لتفاعل الحضارات والثقافات.

6 – دعوة الوسائل الإعلامية الى إرساء مفهوم الإعلام الذي يهتم بقضايا المجتمع والممارسات الديموقراطية ومفهوم الحرية بكل أبعادها والدفاع عن المصلحة العامة لحماية الرأي العام ورفض تحول وسائل الاعلام إلى مجرد وسيلة تركز فقط على الترفيه والتسويق الاعلامي،أو تنزلق الى التجييش الطائفي والمذهبي الذي يترك مفاعيل سلبية على نهج الإعتدال الذي يشكل سمة الخيارات الوسطية.

7- دعوة الأوساط المعنية والمؤسسات الإعلامية إلى صياغة ووضع ميثاق شرف إعلامي مهني منبثق عن منهج الوسطية العقلاني والغير متطرف يهدف الى نقل الواقع بكل حرية وأمانة وتجرد، وذلك كمحاولة رصينة من أجل إرساء ميثاق شرعة إعلامية وسطية، كرافد ايجابي للثقافة الإعلامية.

8- دعوة المؤسسات الوسطية إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة للدراسات الإعلامية تؤمن الإتصالمع كافة وسائل الإعلام و ترفدها بكافة المستلزمات الضرورية لنشر ثقافة الوسطية ويكون من ضمن مهمات هذا المركز إنتاج برامج ووثائقيات داعمة لتوجه ” فكر الوسطية” وتذليل العقبات التي تعيق ذلك.

9- إطلاق جائزة صحافية خاصة تمنح سنويا لأفضل الأعمال المكتوبة والمسموعة والمرئية في لبنان والعالم العربي التي تبرز قيم الوسطية وتعمل على ترسيخ فكرها و ثقافتها.

10- التأكيد على توصيات المؤتمر الاول في جعل هذا المتلقى حدثا سنويا يقام في مدينة الاعتدال في لبنان، طرابلس الفيحاء، ويلتقي فيه المفكرون والباحثون لمناقشة وتعميم “فكر الوسطية”، وتعميقه وتأصيله في نفوس الناسعلى كافة الأصعدة والمستويات.

برنامج المؤتمر2

program

برنامج المؤتمر

اليوم الأول: الجمعة 20 شباط 2009

15:15 – 17:00 الجلسة الأولى: موقع الإعلام في فكر الوسكية

رئيس الجلسة: معالي الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل
الورقة الاولى: الموضوعية وشخصنة الإعلام أ. رفيق خوري
الورقة الثانية: الإعلام وصناعة الواقع السياسي أ. شدا عمر
الورقة الثالثة: الإعلام وصناعة الواقع السياسي د. ساسين عساف
الورقة الرابعة: من هو جمهور “الوسطية” وما هي احتياجاته الفكرية؟ أ. رمزي النجار
الورقة الخامسة: دور الإعلام كسلطة رابعة في تعزيز ثقافة الوسطية أ. فايز سنكري

17:30 – 19:15 الجلسة الثانية: المفاهيم والدلالات المعززة لثقافة الوسطية

رئيس الجلسة: سعادة الاستاذ صلاح سلام
الورقة الاولى: الأسس والمفاهيم الاعلامية المعززة لقافة الوسطية د.عبد الحليم عويس
الورقة الثانية: تجدد مفهوم الوسطية في الخطاب الإسلامي المعاصر أ.زكي ميلاد
الورقة الثالثة: العوامل الإعلامية المعيقة في تعزيز ثقافة الوسطية د. محمد الخطيب
الورقة الرابعة: العوامل الإعلامية المساعدة في تعزيز ثقافة الوسطية د. هايل داوود
الورقة الخامسة: الخطاب الإعلامي لـ”الوسطية” كيف يجب أن تكون؟ دز عبدالحميد الأنصاري

اليوم الثاني: السبت21شباط 2009

09:30 – 11:15 الجلسة الثالثة: تطوير خطاب الوسطية في مواجهة التحديات المستقبلية

رئيس الجلسة: سعادة المهندس مروان فاعوري
الورقة الاولى: إستراتيجية وأهداف نشر فكر الوسطية أ. محمد طلابي
الورقة الثانية: تطوير الخطاب السياسي  لفكر “الوسطية” أ. أبو العلا ماضي
الورقة الثالثة: تطوير البعد النهوضي لخطاب “الوسطية” د.جاسم سلطان
الورقة الرابعة: التحول السياسي نحو فكر “الوسطية”: كيف يصنع إعلاميًا؟ د. عمرو الشوبكي
الورقة الخامسة: مستقبل فكر “الوسطية” في منظومة الأفكار العالمية د.سعدالدين عثماني

11:15 – 11:30 استراحة

11:30 – 13:45 الجلسة الرابعة: كيف يكون الإعلام وسطيًا؟

رئيس الجلسة: سعادة الأستاذ طلال سلمان
الورقة الاولى: الرأي والرأي الآخر وبناء الصورة الإعلامية لفكر الوسطية أ.جيزال خوري
الورقة الثانية: المعالجة الاعلامية للتطرف والعنف السياسي أ.مارلين خليفة
الورقة الثالثة: العامل السياسي في الخطاب الديني: المشكلات والحلول الاب طوني خضره
الورقة الرابعة: كيف نصنع راي عام مؤيد لفكر الوسطية د. فاديا كيوان
الورقة الخامسة: “الوسطية” كمادة إعلامية: كيف نتعامل معها؟ أ.عادل مالك

14:00 إذاعة البيان الختامي وغعلان التوصيات

افتتاح مؤتمر ” دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية” في طرابلس

افتتاح مؤتمر ” دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية” في طرابلس
متري: الاعتدال ليس تنازلاً طوعياً عن الحرية في القول أو الممارسة المهنية بل احترام الآخر والحوار في بلد متنوع يهدد فيه التطرف الوحدة والسلم والاستقرار
افتتح المؤتمر الدولي الثاني للوسطية في لبنان بعنوان “دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية” قبل ظهر أمس في فندق كواليتي إن في طرابلس برعاية الرئيس نجيب ميقاتي، وحضور وزير الإعلام الدكتور طارق متري، رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية روبير غانم، النائب سمير الجسر، العميد سمير الشعراني ممثلاً الوزير محمد الصفدي، الوزير السابق سامي منقارة، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، النائب السابق أحمد كرامي، ممثل النائب مصباح الأحدب العميد فضيل أدهمي، المفتي الشيخ طه الصابونجي، نقيب المحامين في الشمال أنطوان عيروت، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد جمالي، منسق تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة، وحشد كبير فاق ال 600 شخص من رؤساء التحرير وأصحاب الصحف وممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والهيئات النقابية والأهلية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والدينية وفاعليات شمالية وقامت بتنظيم المؤتمر مجموعة الاقتصاد والأعمال.
بداية كلمة عريف الحفل مقبل ملك ثم كلمة الدكتور عبد الإله ميقاتي باسم منتدى الوسطية في لبنان.
وألقى متري كلمة قال فيها: غني عن القول إن تفكرنا هذا يأتي في سياق منافسة سياسية تحيط بها الاحتمالات المتضاربة وبعض المخاطر أعني بها تلك التي يتسبب بها الانزلاق إلى سلوك مسالك المواجهة دون تمييز كاف بينها وعلى نحو يبعدنا عما تسمح به قواعد الديمقراطية وتلك التي تأمر بها الأخلاق ويؤدي هذا الانزلاق إلى غلبة لغة القطيعة والإدانة على ثقافة المناقشة والمقارنة والتداول والمساءلة والمحاورة.
أضاف: ونتفكر اليوم من طرابلس في شؤون الإعلام وعيننا على الوسطية والاعتدال فالمدينة هذه كثيراً ما اتسمت الحيوية السياسية والثقافية فيها بالمواءمة بين لون من ألوان المحافظة ونوع من الجسارة في الانفتاح وتقبل الحداثة. وهي مدينة، رغم كل ما تعرضت له وعانت منه، جاهدت وصبرت ولم تفقد مرة واحدة، بأكثرية أبنائها وبناتها، عدداً من الميزات، حسبي أن أخص منها اثنتين تجعلان من الاعتدال نمط حياة ونوعية علاقات. وتتصل الميزة الأولى بوحدة طرابلس في تنوعها فهي مدينة لم ترض يوماً أن تنشئ وحدتها على حساب التنوع، منذ أن أطلق عليه اسم ” مدينة العلم والعلماء” وحتى الأزمنة الحديثة والمعاصرة. وفد إليها الكثيرون من بلدان قريبة وبعيدة عربية وغير عربية ومن مناطق مجاورة في بلاد الشام ولبنان الحديث واستقروا فيها ومنهم من عبر ثم عاد، وكانت تغتني بمساهماتهم في الاقتصاد والاجتماع والعلم والثقافة وفي السياسة أيضاً ولطالما تجددت بهم شخصيتها الجمعية.
وتابع الوزير متري: لم تعرف طرابلس ذلك النزوع الذي يتهدد الهيئات المغلقة نحو القطيعة والانكفاء كما لم تعرف مشاعر العداء للآخر المختلف ورفضه والتميز ضده. وتابع: أما الميزة الثانية التي تؤسس ثقافة الوسطية فهي ما تحقق في طرابلس خلال العقود الأخيرة من مصالحة بين اللبنانية والعروبة. وجاءت هذه المصالحة بعد عملية تراكمية، في السياسة والثقافة، تسارعت في لبنان كله وتكثفت منذ سنوات قليلة، إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وأدت النخب السياسية والثقافية والتي تنضم إلى مداولاتكم صفوة طيبة منها قسطا غير صغير في إنضاجها لقد اطلعت باهتمام على أدبيات منتدى الوسطية في لبنان واستوقفني فيها ذلك التأصيل الإسلامي لهذين المفهومين وأعادتني بالذاكرة إلى مداخلات الشيخ يوسف القرضاوي في غير ندوة شاركت فيها إلى جانبه ومنها واحدة انعقدت عام 1983 في عمان بدعوة من منتدى الفكر العربي وتناقشنا فيها من إسلاميين وقوميين مسلمين ومسيحيين، مسائل ” الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي” اذكر أن الشيخ القرضاوي حرص في حديثه عن الوسطية عن الناي بالحركة الإسلامية عن التشدد والتطرف والضيق بالتنوع وتوسل التفكير لمحاربة الخصم وشيطنته وابتعد ومعه الكثيرون عن تلك النظرة الثنائية للعالم والتي راجت في ما بعد في العالم الإسلامي وفي الغرب كما بين الأعداء المتصارعين أي بين المختلفين الذين يتشابهون في المنطق واللغة والسلوك والمشاعر.
وأشار إلى أن أخذ النفس بالشدة وضبط الألسنة عن كلام السوء هو باب الاعتدال الذي التأمنا لتعزيزه بفضل منتدى الوسطية في لبنان وعلى همته بارك الله جهوده وجهود راعيه الرئيس نجيب ميقاتي ولكم جميعاً أيها المشاركون الأعزاء مودتي ورجائي أن يأتي عملكم بثمار طيبة.
جريدة البيرق-السبت 21 شباط 2009

افتتاح مؤتمر ” دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية” في طرابلس
متري: الاعتدال ليس تنازلاً طوعياً عن الحرية في القول أو الممارسة المهنية بل احترام الآخر والحوار في بلد متنوع يهدد فيه التطرف الوحدة والسلم والاستقرار
افتتح المؤتمر الدولي الثاني للوسطية في لبنان بعنوان “دور وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة الوسطية” قبل ظهر أمس في فندق كواليتي إن في طرابلس برعاية الرئيس نجيب ميقاتي، وحضور وزير الإعلام الدكتور طارق متري، رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية روبير غانم، النائب سمير الجسر، العميد سمير الشعراني ممثلاً الوزير محمد الصفدي، الوزير السابق سامي منقارة، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، النائب السابق أحمد كرامي، ممثل النائب مصباح الأحدب العميد فضيل أدهمي، المفتي الشيخ طه الصابونجي، نقيب المحامين في الشمال أنطوان عيروت، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد جمالي، منسق تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة، وحشد كبير فاق ال 600 شخص من رؤساء التحرير وأصحاب الصحف وممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والهيئات النقابية والأهلية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والدينية وفاعليات شمالية وقامت بتنظيم المؤتمر مجموعة الاقتصاد والأعمال.
بداية كلمة عريف الحفل مقبل ملك ثم كلمة الدكتور عبد الإله ميقاتي باسم منتدى الوسطية في لبنان.
وألقى متري كلمة قال فيها: غني عن القول إن تفكرنا هذا يأتي في سياق منافسة سياسية تحيط بها الاحتمالات المتضاربة وبعض المخاطر أعني بها تلك التي يتسبب بها الانزلاق إلى سلوك مسالك المواجهة دون تمييز كاف بينها وعلى نحو يبعدنا عما تسمح به قواعد الديمقراطية وتلك التي تأمر بها الأخلاق ويؤدي هذا الانزلاق إلى غلبة لغة القطيعة والإدانة على ثقافة المناقشة والمقارنة والتداول والمساءلة والمحاورة.
أضاف: ونتفكر اليوم من طرابلس في شؤون الإعلام وعيننا على الوسطية والاعتدال فالمدينة هذه كثيراً ما اتسمت الحيوية السياسية والثقافية فيها بالمواءمة بين لون من ألوان المحافظة ونوع من الجسارة في الانفتاح وتقبل الحداثة. وهي مدينة، رغم كل ما تعرضت له وعانت منه، جاهدت وصبرت ولم تفقد مرة واحدة، بأكثرية أبنائها وبناتها، عدداً من الميزات، حسبي أن أخص منها اثنتين تجعلان من الاعتدال نمط حياة ونوعية علاقات. وتتصل الميزة الأولى بوحدة طرابلس في تنوعها فهي مدينة لم ترض يوماً أن تنشئ وحدتها على حساب التنوع، منذ أن أطلق عليه اسم ” مدينة العلم والعلماء” وحتى الأزمنة الحديثة والمعاصرة. وفد إليها الكثيرون من بلدان قريبة وبعيدة عربية وغير عربية ومن مناطق مجاورة في بلاد الشام ولبنان الحديث واستقروا فيها ومنهم من عبر ثم عاد، وكانت تغتني بمساهماتهم في الاقتصاد والاجتماع والعلم والثقافة وفي السياسة أيضاً ولطالما تجددت بهم شخصيتها الجمعية.
وتابع الوزير متري: لم تعرف طرابلس ذلك النزوع الذي يتهدد الهيئات المغلقة نحو القطيعة والانكفاء كما لم تعرف مشاعر العداء للآخر المختلف ورفضه والتميز ضده. وتابع: أما الميزة الثانية التي تؤسس ثقافة الوسطية فهي ما تحقق في طرابلس خلال العقود الأخيرة من مصالحة بين اللبنانية والعروبة. وجاءت هذه المصالحة بعد عملية تراكمية، في السياسة والثقافة، تسارعت في لبنان كله وتكثفت منذ سنوات قليلة، إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وأدت النخب السياسية والثقافية والتي تنضم إلى مداولاتكم صفوة طيبة منها قسطا غير صغير في إنضاجها لقد اطلعت باهتمام على أدبيات منتدى الوسطية في لبنان واستوقفني فيها ذلك التأصيل الإسلامي لهذين المفهومين وأعادتني بالذاكرة إلى مداخلات الشيخ يوسف القرضاوي في غير ندوة شاركت فيها إلى جانبه ومنها واحدة انعقدت عام 1983 في عمان بدعوة من منتدى الفكر العربي وتناقشنا فيها من إسلاميين وقوميين مسلمين ومسيحيين، مسائل ” الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي” اذكر أن الشيخ القرضاوي حرص في حديثه عن الوسطية عن الناي بالحركة الإسلامية عن التشدد والتطرف والضيق بالتنوع وتوسل التفكير لمحاربة الخصم وشيطنته وابتعد ومعه الكثيرون عن تلك النظرة الثنائية للعالم والتي راجت في ما بعد في العالم الإسلامي وفي الغرب كما بين الأعداء المتصارعين أي بين المختلفين الذين يتشابهون في المنطق واللغة والسلوك والمشاعر.
وأشار إلى أن أخذ النفس بالشدة وضبط الألسنة عن كلام السوء هو باب الاعتدال الذي التأمنا لتعزيزه بفضل منتدى الوسطية في لبنان وعلى همته بارك الله جهوده وجهود راعيه الرئيس نجيب ميقاتي ولكم جميعاً أيها المشاركون الأعزاء مودتي ورجائي أن يأتي عملكم بثمار طيبة.
جريدة البيرق-السبت 21 شباط 2009