ملخص الجلسة الأولى

واصل المؤتمر الدولي الثالث للوسطية في لبنان بعنوان “الوسطية ونهج الاستقرار في الشرق الاوسط” أعماله في فندق “فورسيزنز” ، فعقدت جلسة عمل بعنوان “التطرف وصناعة الحروب الدينية في الشرق الاوسط” رأسها  “الامين العام للمنتدى العالمي للوسطية في الاردن” مروان فاعوري الذي لفت “الى خصوصيات البيئات السياسية والثقافية والتحديات القائمة”، مشيرا “الى المساهمة في الحوار الحضاري، وتخفيف السجال الحضاري المصطنع، والتدافع بدل التصارع، والمساهمة في تحقيق المصالحة مع الذات،  والتنمية الشاملة في البلدان الاسلامية”.

د. محمد طاهر منصوري

ولفت عميد كلية الحقوق في الجامعة الاسلامية العالمية في  باكستان الدكتور محمد طاهر منصوري الى التطرف الفكري في بعض المجتمعات الاسلامية. وبعدما أشاد بالوسطية وميزاتها في الدين والأمة، انتقد خروج البعض عن الوسطية والصاق الاسلام نعوتا خارجة عنه.

وتناول التطرف الديني وخطورته على الدين من خلال التشدد وهذا مخالف للشرع، اذ انه فهم بعيد عن مقصد الشرع الاسلامي، والافراط والتفريط والتجافي عن احكام الدين.

واعتبر أن سوء الفهم هو اساس للفهم الخاطئ للدين وعدم فهمه على حقيقته والجمود في فهمه وخصوصا لجهة افتاء الرأي في امور الامة على نحو يخالف الدين لانه مبني على التعصب.

واشار الى التجربة الاسلامية في باكستان حيال خطورة الفكر التكفيري، وتكفير الفكر الديموقراطي، ودور المجتمع المدني، وسوء فهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموقف الاسلام من مشاركة المرأة في المجتمع.

واستنكر التطرف في الدين والغلو، داعيا الى محاربة الجهل ونشر العلم الصحيح والسليم وتعزيز دور المرأة في الحياة العامة، وبث ثقافة تيسير الامور في الامة.

د. عمر الشوبكي

وتناول الدكتور عمر الشوبكي من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر موضوع التطرف في السياسة والدين، وظاهرة العنف والارهاب التي اجتاحت المنطقة العربية والعالم. وسأل هل جماعات العنف الاسلامية التي تخرج من الواقع العربي تقوم بالعمليات الارهابية لاسباب دينية ام سياسية؟

وقال أن كثير من المفكرين الاسلاميين في العصور الوسطى لم يدع احد منهم الى تكفير مفكري الغرب، في حين يرى البعض ان المشكلة في الدين وفي نصوص القرآن، بمعنى ان المشكلة هيكيلية. ولقد ظهر في العالمين العربي والاسلامي نوع من الاتفاق مع رأي الغرب ، بمعنى ان التطرف يعني معاداة المرأة ومنعها من الانخراط في المجتمع وهذا تفكير خطير ويجب معالجته.

ورأى ان ظهور المتطرفين ادى الى ممارسة العنف في عدد كبير من البلدان الاسلامية والعربية. وابدى اعتقاده بان التطرف يتعلق بغياب الديموقراطية وعدم تحقيق العدالة الدولية، ومواجهة هذا التطرف يتطلب جهدا للقضاء عليه وخصوصا لجهة تحقيق اصلاح فكري وهيكلي معين.

وتطرق الى موضوع التشدد والاعتدال ومظاهره، متناولا الاعتداء الاسرائيلي على غزة ووحشيته.

د. محمد زاهد غول

وتحدث  مدير مركز الاناضول للدراسات الحضارية في تركيا محمد زاهد غول عن منطقة الشرق الاوسط والتشدد الديني، وظهور حركات التطرف فيها. وتناول تجربة الاسلام في تحقيق الدولة منذ نشوئه ومفهوم الدولة في الاسلام.

وقال: عرف الاسلام السياسي انصاف الدين والدولة التي تقوم على الاسلام فكرا وايديولوجية. وتناول ظاهرة الحركات الاسلامية وتدرج مفاهيمها، اضافة الى حركات التكفير والهجرة في بلدان عربية واسلامية عدة.

وقال: إن ظهور المفاهيم الاسلامية المتطرفة يعود الى فشل العلمانية والاشتراكية والديكتاتورية وازمة البورجوازية الصغيرة، والتنمية الاقتصادية غير المتوازنة، ونتائج التآكل الثقافي.

د. أنيس احمد

أما رئيس جامعة وفاء العالمية في باكستان البروفسور انيس احمد فتناول موضوع التطرف الديني واسبابه وقال: ليست اسبابه الحروب الدينية فحسب انما انكار العدالة وفقدان العدالة الاجتماعية، والامبريالية، والعجز في الحوار الاجتماعي. وقال ثمة فارق بين الارهاب والنضال، واشار الى التمييز بينهما اذ ان النضال يرمي الى تحقيق العدالة  بين الشعوب المظلومة وهذا ليس ارهابا.

واردف ان القرآن والسنة النبوية لا يحتويان مفاهيم ترمي الى الحروب الدينية. وليس ثمة حرب مقدسة لاجبار الناس على اعتناق الدين الاسلامي بقوة السلاح. ولكن ثمة نظرة الى الجهاد وفق القرآن، باعتبار ان المؤمنين لا يمكنهم تأكيد ايمانهم بالله الا من خلال اقرارهم بالعيش وفق العدالة والحق. وان من يقتل الكائنات البشرية هو تكفيري. وتناول القرآن حق المرأة وكل الناس الضعفاء ومساعدة الكبار والصغار، والكثير من الامور ذات الصلة، وان السلاح يستعمل في حالة واحدة فقط هي من اجل الدفاع عن النفس.

وقال: ينص القرآن على استعمال المساجد للصلاة وعبادة الله والقضاء على الفقر والاجحاف، والدعوة الى النضال ضد الطغيان.

واعتبر ان الجهاد لتحرير فلسطين هو مفهوم سليم من اجل استعادة قدسية القدس الشريف كملتقى لاتباع الديانات السماوية من دون انكار المقموعين الفلسطينين. لذلك تدعو الحاجة الى احلال السلام عبر الحوار والانخراط في كل الخطوات الرامية الى اقامة حوار ذا مغزى.

وطالب بمناقشة مسالة القدس اذ ان كل الطرق نحو السلام تمر عبر القدس، داعيا الى مساعدة الفلسطينيين لجهة احلال السلام والا استحال تحقيق السلام من دون ذلك.

وفي المداخلات طغى موضوع اهمية الوسطية ليس في الدين فحسب انما في السياسة والمجتمع والثقافة والتفكير السليم والابتعاد عن التطرف الذي يؤدي الى هلاك الامة.

Leave a Reply